أناقش فرضية توسع قاع المحيط بديل عن فرضية انجراف القارات
استكشاف قاع المحيط
في الخمسينيات من القرن الماضي أرسلت العديد من الدول بعثات استكشافية لدراسة تضاريس قيعان المحيطات استخدموا فيها تقنية السَّبر الصوتي بوساطة أجهزة السونار (Sonar) التي تم عن طريقها قياس عمق المحيط، ثم تبعها رسم خريطة لتضاريس قاع المحيط وقد اكتشف العلماء وجود سلسلة جبليّة ضخمة يتصل بعضها ببعض تمتد في جميع المُحيطات تسمى ظهر المحيط Ocean Ridge، التي ظهر في وسطها وادٍ عميق ضيق يسمى الوادي المتصدع Rift Valley.
حيث يوجد اكتشف العلماء أيضًا وجود وديان عميقة ضيقة تمتد طوليا في قيعان المُحيطات تسمى الأخاديد البحرية ، ومن أمثلها أخدود ماريانا في المحيط الهادي الذي يُعد اعمق الأخاديد، حيث يبلغ عمقه أكثر من (km 11). وقد قاد اكتشاف ظهر المحيط والأخاديد البحرية العلماء إلى التفكير في كيفية تشكلهما وما القوى التي أدت إلى ذلك.
فرضية توسع قاع المحيط
وضع العالم هاري هس (Harry Hess) في بداية الستينيات من القرن الماضي بناء على بيانات تضاريس قيعان المحيطات ومكوناته فرضية توسع قاع المحيط Seafloor Spreading Hypothesis التي تنص على الآتي: "تُبنى القشرة المحيطية الجديدة عند ظهور المحيطات، و تستهلك القشرة المحيطية الأقدم، وعند الأخاديد البحرية"، فيما تحدث عملية توسع قاع المحيط بحسب هس كالآتي:
تندفع الماغما الأقل كثافةً من الستار إلى الأعلى عبر وسطَ ظهر المحيط ، وعند وصولها إلى السطح عبر القشرة الأرضية تتصلب مكوّنةً قشرة محيطية جديدة على طول ظهر المحيط، ثم تتحرك هذه القشرة بعيدًا عن منطقة ظهر المحيط ما يؤدي إلى اندفاع ماغما جديدة في منطقة ةوسَطِ ظهر المحيط وتصلبها؛ مكونةً قشرة محيطية جديدة أخرى.
ومع استمرار هذه العملية يحدث توسع لقاع المحيط بشكل دائم ومتماثل على جانبي ظهر المحيط، وفي المقابل تنزلق الحافة البعيدة من القشرة المحيطية عن منطقة ظهر المحيط أسفل القشرة القارية مشكلةً أخدودًا بحريَّا، وهذا ما يؤدي انزلاق القشرة المحيطية إلى ارتفاع درجة حرارتها وانصهارها، وإنتاج ماغما ترتفع وتتصلب، وتصبح جزءًا من القشرة القارية.
وترجع أهمية هذه الفرضيّة إلى أنها فسّرت طريقة حركة القارات التي لم تتمكن فرضيّة انجراف القارات من تفسيرها؛ فبدَلًا من افتراض أن القارات تتحرّك فوق قاع المحيط افترضت أن المحيطات تتوسع في وسط ظهر المحيط ونتيجة لذلك، تتحرّك القارات مبتَعِدَةً منطقة بعضها عن بعض.
أدلة على توسع قاع المحيط
واجهت فرضيّة توسع قاع المحيط العديد من الاعتراضات من العلماء، وخاصة أن هس لم يستطع أن يوضح سبب توسع قاع المحيط، ولكنها مع ذلك حظيت باهتمام علماء آخرين؛ لأنها توضح طريقة تشكل القشرة الأرضية واستهلاكها وكيفية توسع قيعان المحيطات، وقد تم ربط هذه الفرضية بالعديد من الاكتشافات التي عُدَّتْ أدلة تثبت صحتها وتدعمها منها : أعمار صخور قاع المحيط، والأشرطة المغناطيسية، وتركيب صخور قاع المحيط.
عمر صخور قاع المحيط
وكما وضح العلماء أن عمرَ صخور قاع المحيط من أفضل الأدلة التي دعمت فرضية توسع قاع المحيط، حيث استخدمت سفينة (غلومار شالنجر) Glomar Challenger منذ عام 1968م لجمع عينات صخرية تمثل قاع المحيط، التقطت السفينة تلك العينات من صخور جانبي ظهر المحيط، حيث أكدت البيانات التي تم الحصول عليها بعد تحليل تلك العينات على صحة فرضيّة توسع قاع المحيط.
فقد وجد العلماء أن العينات الصخرية التي أُخِذت من المناطق البعيدة عن ظهر المحيط الأقدم عُمْرًا، في حين أن العينات الصخرية التي أُخِذت من وسط ظهر المحيط كانت هيا الأحدثَ عمرًا.
وأن عمر الصخور يزداد كلّما ابتعدنا عن منطقة وسط ظهر المحيط باتجاه حواف القارات أو مناطق الأخاديد البحرية وتتماثل أعمارها على جانبي ظهر المحيط، هذا وقد أكدت الدراسات أن أقدم عُمْرِ الصخور قشرة محيطية لا يزيد عن m.y 180 تقريبا، بينما يزيد أقدم عُمْرِ الصُخور قشرة قارّية عن 4.4b.y، فقد أدى هذا إلى إثارة أسئلة متنوّعة عند العلماء منها : لماذا لا تتساوى أعمار صخور القشرة المحيطية مع صخور القشرة القارية وغيرها.
بعض الأسئلة التي يجب التعرف عليها:
- عليك أن توضح كيف تتشكل القشرة المحيطية بحسب فرضية توسع قاع المحيط
- وصفنا ظهر المحيط.
- أقارن إذا حصلت على عينتين من صخور أحد قيعان المحيطات في الموقعين (A) و (B) كما في الشكل الآتي، فأيهما الأحدث منرا ؟ لماذا؟
- 5. أناقش صحة ما أشارت إليه العبارة الآتية: "تُعَدُّ الأشرطة المغناطيسية دليلا يدعم فرضية توسع قاع المحيط".
- استنتيج: لماذا تكون صخور قيعان المحيطات جميعها من النوع نفسه من الصخور وهو البازلت؟
- أفسر : لماذا لا توجد قشرة محيطية عمرها أقدم من m.y 180 في المحيطات.