"تغيرات السكان والتحولات الديموغرافية: الخصائص والمراحل
عِلْمُ السكان هو العلم الذي يدرس تغيرات السكان وتوزيعه، وجمع البيانات الإحصائية اللازمة لدراسة الخصائص السكانية وتحليل الظواهر الجديدة والتغيرات المحتملة في السكان. يتم تحليل البيانات الإحصائية الجديدة باستخدام الأدوات الإحصائية المناسبة للحصول على الإحصاءات اللازمة لتحليل الظواهر الجديدة.
أقسام نمو الجماعات السكانية
يمكن تقسيم مصادر البيانات الإحصائية التي تعتمد عليها دراسة أحوال السكان إلى مجموعتين رئيستين، هما:
البيانات الثابتة، ويمثلها التعداد العام للسكان لدراسة الخصائص والمتغيرات السكانية في مجتمع ما داخل منطقة جغرافية محددة، وذلك في مدة زمنية معينة بشكل تفصيلي دقيق.
البيانات الغير الثابتة، ويمثلها حركة السكان في كل مجتمع من المجتمعات مثل السجلات الحيوية التي تسجل فيها الأحداث مثل الولادة، الوفاة، الزواج، الطلاق، الهجرة، يساعد هذا النوع من البيانات في الحصول على التغير على الجماعات السكانية في الوقت الحالي وفي المستقبل.
يطلق على مجموعة الأفراد الذين يقيمون في منطقة جغرافية محددة، أو يتشاركون في خصائص مماثلة؛ منها العلاقات الزوجية والإنجاب، اسم الجماعات السكانية البشرية (Human Population Groups)، ويطلق على مجموعات النباتات والحيوانات التي توجد في أقاليم جغرافية محددة اسم الجماعات السكانية (Population Groups).
مفهوم العلم السكاني
العلم السكاني هو العلم الذي يدرس الخصائص السكانية ويقدم الحلول الإحصائية للشركات والجهات الحكومية والمؤسسات الأخرى لتحليل الظروف الجديدة والتغيرات المحتملة في السكان، وتطوير الخطط الإدارية اللازمة للتعامل مع ذلك.
مراحل التحول الديموغرافي
تتغير خصائص الجماعات السكانية نتيجة للتغيرات التي تطرأ على حالة السكان من حيث المواليد والوفيات والهجرة، وما تتعرض له هذه الجماعات من ظروف أخرى، كالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. هذه التغيرات الديموغرافية تمرّ بمراحل أربعة، التي هي:
المرحلة الأولى: تميزت بارتفاع معدلات المواليد عند الاقتراب من نهايتها، رافقها تذبذب في معدلات الوفيات؛ ما أدى إلى حدوث ثبات نسبي في عدد السكان.
المرحلة الثانية: تميزت بارتفاع معدلات المواليد، رافقها انخفاض في معدلات الوفيات، خاصةً في الدول النامية، قد أدى ذلك إلى زيادة السكان.
المرحلة الثالثة: تميزت بانخفاض سريع في معدلات المواليد رافقها انخفاض في معدلات الوفيات، ما أدى إلى زيادة السكان في فئات كبار السن.
المرحلة الرابعة: تميزت بانخفاض في معدلات المواليد، ومعدلات الوفيات، حيث اقترب بعضها من بعض، وأصبحت الزيادة السكانية ضئيلة جدا، مما قد يؤدي إلى التحديات الشاملة في التخطيط الإداري والاقتصادي الخاص بهذه الجماعات السكانية.
يجب على الجهات الحكومية والمؤسسات الأخرى أن تحلل الظروف الجديدة التي تطرأ على الجماعات السكانية، وتطبيق الإجراءات اللازمة للتغلب عليها، وذلك من خلال التخطيط الجيد للسيطرة على الزيادة السكانية، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية اللازمة، وضمان العدالة الاجتماعية والاقتصادية، والتغلب على التحديات الإجتماعية الجديدة التي قد تطرأ على الجماعات السكانية التي تعاني من الزيادة السكانية الضئيلة.
السعة التحملية للسكان
هي الحساب الإحصائي لمعدل النمو السكاني يشكل فقط جزءًا من الدراسة، فالعلماء يهتمون أيضًا بالتحقق من مدى الوصول للجماعات السكانية إلى السعة التحملية الخاصة بها، وكل الجماعات الحيوية بما في ذلك الجماعات السكانية التي لديها سعة تحملية؛ ولكن إذا كانت الجماعة تجاوزت هذه السعة، فإنها تؤثر على البيئة.
السعة التحملية هي العدد الذي يمكن للبيئة الدعم والإعلاء للجماعات السكانية، وهو يمثل منحنى النمو النسبي الذي يقترب الجماعات السكانية من السعة التحملية الخاصة بالبيئة، ويبدأ النمو بطيئاً، ثم يزداد، ويصل إلى حد أقصى، ثم يقل تدريجيًا عندما يقترب التتغير خصائص الجماعات السكانية نتيجة للتغيرات التي تطرأ على حالة السكان من حيث المواليد والوفيات والهجرة، وما تتعرض له هذه الجماعات من ظروف أخرى.
ويمكن التحدث عن السعة التحملية الخاصة بالجماعات السكانية، التي تشير إلى الحد الأقصى الذي يمكن للنظام البيئي دعمه وإعالته، ويتضح أن النمو السكاني يبدأ بطيئًا ثم يزداد إلى نقطة معينة، ثم يقل تدريجياً عندما يقترب الجماعات السكانية من الحد الأقصى الذي يستطيع النظام البيئي الدعم، فإذا كانت الجماعة تجاوزت الحد الذي يمكن الدعم فإنها تؤثر في النظام البيئي.